ميمية الشيخ عائض القرني في حبيبنا و رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة لفضيلة الشيخ عائض بن عبد الله القرني
قالها مدحاً في رسول الله و أسماها " تاج المدائح "و قد ألقاها في برنامج ( خبر و تعليق )
في قناة المجد
أنـصـت لميـمـة مــن أمــم***مدادها مـن معانـي نـون و القلـمِ
سالت قريحـة صـب فـي محبتكـم***فيضاً تدفـق مثـل الهاطـل العمـمِ
كالسيل كالليل كالفجر اللحـوج غـدا***يطوي الروابي ولا يلوي علي الأكـمِ
أجش كالرعد في ليـل السعـود و لا***يشابه الرعد في بطش و فـي غشـمِ
كدمع عيني إذا مـا عشـت ذكركـم***أو خفقِ قلبٍ بنار الشـوق مضطـرمٍ
يـزري بنابغـة النعمـان روانقهـا***و مَنْ زهير ؟ و ماذا قال فـي هـرمِ
دع سيف ذي يزنٍ صفحـاً ومادحـه***و تبّعـا وبنـي شــداد فــي إرمِ
و لا تعرّج علـي كسـرى و دولتـه***وكـل أصيـد أو ذي هالـة و كمـي
و انسخْ مدائح أربـاب المديـح كمـا***كانـت شريعتـه نسـخـا لدينـهـمِ
رصّعْ بهـا هامـة التأريـخ رائعـة***كالتاج في مفـرق بالمجـد مرتسـمِ
فالهجر و الوصل و الدنيا وما حملـتْ***و حبُ مجنونِ ليلـى ضلـة لعمـي
دع المغانـي و أطـلال الحبيـب و لا***تلمح بعينـك برقـاً لاح فـي أضـمِ
و انسَ الخمائـلَ و الأفنـان مائلـة***وخيمـةً و شويهـان بـذي سـلـمِ
هنـا ضيـاء هنـا ري هنـا أمـلٌ***هنا رواء هنـا الرضـوان فاستلـمِ
لو زُينتْ لامرء القيس انزوى خجـلاً***ولو رآهـا لبيـدُ الشعـرِ لـم يقـمِ
ميمية لـو فتـي بوصيـر أبصرهـا***لعـوذوه بـرب الـحـل و الـحـرمِ
سل شعرَ شوقي أيروي مثل قافيتـي***أو أحمد بن حسين فـي بنـي حكـمِ
ما زار سوقَ عكـاظ مثـلُ طلعتِهـا***هامتْ قلوبٌ بها مـن روعـة النغـمِ
أُثني علي منْ ؟ أتدري من أبجلـه ؟***أمـا علمـت بمـن أهديتـه كلمـي
في أشجع الناسِ قلبـاً غيـر منتقـم***و أصدق الخلـق طـراً غيـر متهـمِ
أبهى من البدر في ليل التمـام و قـل***أسخى من البحر بل أرسى من العلـمِ
أصفى من الشمسِ في نطق و موعظةٍ***أمضى من السيف في حكم و في حكمِ
أغرٌ تشـرق مـن عينيـه ملحمـةٌ***من الضياء لتجلـو الظلـم و الظلـمِ
في همة عصفت كالدهـر و اتقـدتْ***كم مزقت من أبي جهل و من صنـمِ
أتي اليتيـم أبـو الأيتـام فـي قَـدَرٍ***أنهـى لأمتـه مـا كـان مـن يُتـمِ
محرر العقـل بانـي المجـد باعثنـا***من رقدة في دثار الشـرك و اللمـمِ
بنـور هديـك كحلـنـا محاجـرنـا***لمـا كتبنـا حروفنـا صغتهـا بـدمِ
من نحـن قبلـك إلا نقطـةٌ غرقـتْ***في اليم بل دمعة خرساء فـي القـدمِ
أكـاد أقتلـع الآهـات مـن حُرقـي***إذا ذكرتـكَ أو أرتـاعُ مـن ندمـي
لما مدحتـك خلـتُ النجـمَ يحملنـي***و خاطري بالسنـا كالجيـش محتـدمِ
شجعـتُ قلبـي أن يشـدو بقافـيـة***فيك القريض كوجه الصبـح مبتسـم
صه شكسبير من التهريـج أسعدنـا***عن كل إلياذة ما جـاء فـي الحكـمِ
الفرسُ و الرومُ و اليونان إن ذكـروا***فعنـد ذكـراه أسمـال علـى قـزمِ
هـم نمّقـوا لوحـة للـرق هائمـةً***و أنت لوحـك محفـوظ مـن التهـمِ
أهديتنا منبـر الدنيـا و غـار حـرا***و ليلـة القَـدر و الإسـراء للقمـمِ
و الحوضَ و الكوثرَ الرقراق جئت به***أنت المزمل في ثـوب الهـدى فقـمِ
الكـونُ يسـأل و الأفـلاكُ ذاهـلـة***و الجنُ و الإنسُ بين الـلاء والنعـمِ
و الدهـر محتلـف و الجـو مبتهـجٌ***و البدر ينشـق و الأيـام فـي حلـمِ
سربُ الشياطينِ لما جئتنـا احترقـتْ***و نار فارس تخبـو منـك فـي نـدمِ
و صفد الظُلْم و الأوثان قـد سقطـت***و ماء سـاوة لمـا جئـت كالحمـمِ
قحطان عدنان حازوا منـك عزتهـم***بـك التشـرّفُ للتـأريـخ لا بـهـمِ
عقود نصرك في بـدر و فـي أحـد***و عدلاً فيـك لا فـي هيئـة الأمـمِ
شـادوا بعلمـك حمـراء و قرطبـة***لنهرك العذب هب الجيل و هو ظمـي
و من عمامتك البيضاء قـد لبسـت***دمشـق تـاج سناهـا غيـر منثلـمِ
رداء بغـداد مـن برديـك تنسـجـه***أيدي رشيـد و مأمـون و معتصـمِ
و سـدرة المنتهـى أولتـك بهجتهـا***علي بسـاط مـن التبجيـل محتـرمِ
دارستَ جبريـل آيـات الكتـاب فلـم***ينس المعلـم أو يسهـو و لـم يهـمِ
اقـرأ و دفتـرك الأيـام خـط بــه***وثيقة العهد يا من بـر فـي القسـمِ
قربـت للعالـم العـلـوي أنفسـنـا***مسكتنا متـن حبـل غيـر منصـرمِ
نُصرتَ بالرعب شهراً قبـل موقعـة***كأن خصمك قبل الحرب فـي صمـمِ
إذا رأوا طفـلاً فـي الجـو أذهلهـم***ظنوك بين بنـود الجيـش و الحشـمِ
بك استفقنـا علـي صبـح يؤرقـه***بلال بالنغمـة الحـرّا علـي الأطـمِ
إن كان أحببت بعـد الله مثلـك فـي***بدو و حضر و من عرب و من عجمِ
فلا اشتفى ناظري من منظـر حسـن***ولا تفـوه بالقـول السديـد فـمـي
عائض بن عبد الله القرني