القلق القاسم المشترك بين الجزائريين
القلق حالة نفسية انتشرت بحدة في مجتمعنا، نتيجة الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها الشخص والناجمة عن أسباب اجتماعية أو اقتصادية بالدرجة الأولى، وعندما يصاب به الشخص تتجرد حياته من الراحة والاطمئنان ، وتصبح نفسه عرضة للتوتر الدائم ، مما يجعل منه فريسة سهلة للصراع الداخلي مع النفس والوساوس التي تعكر صفو حياته.
فهذا الشعور النفسي بعدم الراحة تغلغل بين الناس ولم يعد يسلم منه لا الكبير ولا الصغير، وهو ما يتجلى من خلال الشكوى المستمرة من حالات التوتر والضغط وان تعددت أسبابها ودرجاتها فأينما تولي وجهك تجد عبارات " راني مقلق"،هذا الشعور بعدم الاستقرار النفسي غالبا ما تقف وراءه نقاط سوداء تدفع بالكثيرين الى إصدار سلوكات شاذة تحرمه من الراحة النفسية التي قد يصعب استعادتها في ظل استمرار عوامل الضغط ما يدفع بالكثيرين الى طلب المساعدة من الطبيب النفسي.
تبين المعاينة الميدانية، أن العديد من الأشخاص صاروا يترددون على عيادات الأطباء النفسانيين بسبب القلق، هو مشكل مشترك لكن أسبابه ودرجة حدته تختلف من شخص لآخر والمثل يقول إذا عرف السبب بطل العجب، وهو ما يسعى الأطباء إلى معرفته من خلال جلسات نفسية
ويؤكد الطبيب ، أن القلق مشكل يعترض كل الناس تحت وطأة بعض المشاكل، وهي حالة عادية، لكنه يؤول إلى حالة مرضية عندما يصل إلى حد شل حياة الشخص، ومنعه بالتالي من ممارسة نشاطاته اليومية، بحيث لا يستطيع النوم أو الأكل، يطارده الاضطراب ويدفعه باستمرار إلى التحدث عن مشكلته، حيث تتحول هذه الأعراض الى "فوبيا" تزرع في نفس المريض مخاوف الموت أو الجنون حيث أن الاستمرار في هذا الوضع لمدة طويلة يتحول الى انهيار عصبي أو أمراض نفسية.