رابعاً: الأوليات - وحيدة الخلية- (Protozoa).
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية ، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له ، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ، ومميتة ، وسنذكر أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات ، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان :
1. الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery) ، الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية ( لها أهداب ) ، يعرف بـ (Balantidium coli). وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان ، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان ، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة ( القولون ) في الخنازير ، والقردة ، وبخاصة الشمبانزي ، ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة : فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان .
2. داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness). الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense) ، تنقل هذا الطفيلي ذبابة " التسي ، تسي " بطريق الحقن ، وذلك عندما تلدغ الإنسان ، يسبب الطفيلي اضطراباً دماغيّاً ، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم ، وفي حال إهمال معالجة المريض : فإنّه يدخل في غيبوبة ، ويموت .
3. مرض شاغاس (Chagas’ Sickness).
خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda).
ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة ، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة . وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum) ، تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة , ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً.
2. الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski) ، وهي من الديدان المعوية – الكبدية - والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى ، وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ، ونزوف ، وتقرحات في جذر المعي الدقيق ، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن ، وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
3. الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis) ، تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى ، كاليابان ، والصين ، والخنزير : العائل الرئيس لها ، تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية ، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة ، وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب : أحدثت تضخماً في الكبد ، وإسهالاً مزمناً ، ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة .
سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda).
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشّيطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة ، والشديدة .
وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. الدودة الشريطية المسلحة - تينيا سوليوم - (Taenia solium) ، والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة ، يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان ، ويبلغ طولها من 2- 3 متراً ، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ، ويطوق قمته طوق من الأشواك ، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة .
2. الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum) ، يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية ، وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار ، وتستطيع أن تضع عدداً هائلا من البيوض ، يصل إلى مليون بويضة كل يوم .
3. ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum) ، تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير ، حيث تضع بيوضها ، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية ، وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما - بطريق مخالطة الخنازير - : فإنها تفقس ، وتخرج منها يرقات ، تخترق جدار الأمعاء ، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين ، فتثقب الأوعية الدموية ، وتموت داخل الرئتين ، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة .
4. ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides).
سابعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية .
يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة ، التي لا تتناسب ، ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان ، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً ، وعللاً متنوعة ، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير .
وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض .
1. السرطانات ، يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins) ، وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة ، وسرعة بلوغه العجيبة ، فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر ! وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها ! لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير ، فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم ، وسرطان البروستاتا ، وسرطان الثدي ، وسرطان البنكرياس ، وسرطان عنق الرحم ، وبطانة الرحم ، وسرطان المرارة ، وسرطان الكبد .
2. السمنة ، وأمراض الشرايين ، والقلب , يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة ، خلافا للحوم البقر ، والغنم ، والدجاج .
3. التهاب المفاصل .
4. الأمراض التحسسية .
وهذا شيء يسير مما يسببه تناول لحم الخنزير والاختلاط به .
وما سبق منقول عن مقال بعنوان " الإعجاز الطبي الإسلامي في تحريم الخنزير " على شبكة الإنترنت ، بتصرف .