كان رسول الله قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم
الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة
بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق
السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل
صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان
العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه
على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً
من عمره , فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا
يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل
معلمى البشرية
بدء نزول القرآن
--------------------------------------------------------------------------------
بدء نزول القرآن
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر
من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ , فيقول
ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا
جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ}
سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من
الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت رسول الله و أنا جبريل , و عندما رفع
سيدنا محمد عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق
السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة
فكانت تهدىء من روعة و تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى ,
تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد أنة هو
رسول هذة الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة
السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنة تربى فى قريش و هى من
اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة
أبو طالب كافر و لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على
النبى دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .